الثلاثاء، 4 مارس 2014

عن رضوى و العاصمة و الفراغ #حوليات -4-

و من بين محاولاتى  الكثيرة .. حاولت أن أكتشف موهبة جديدة بداخلى ..  قادتنى الظروف أن قابلت " رضوى " 

هى فتاة مختلفة عن الفتايات اللاتى إعدت مقابلتهن فى أيامى العادية .. قاهرية هى .. لا تنتمى إلى بلدتى الصغيرة -المدنية و ليست ريفية- ..   لذا فهى أكثر جرأة 

حتى مظهرها .. فمن النادر أن ترى فتاه مسلمة غير محجبة فى بلدتنا .. مهما كانت درجة تبرج الفتايات .. هن يضعن قطعة من القماش من باب - إن كل الناس حاطاها مجتش عليا ! - 

تقود سيارتها بمنتهى الثقة .. رغم الحادث البسيط .. لم تهتز ثقتها بنفسها ..  و ثباتها أمام وقاحة السائق الذى أخطأت بحقه .. 

مشتركة بفريق المسرح و حازت على المركز الأول .. متفوقة ذكاءاً و ليس إجتهاداًَ .. متطوعة بعمل تطوعى مرتبط بدراستها .. و أشياء أخرى لم  أعلمها بعد  .. 

متحررة و متحدثة لبقة .. تتحدث بود مع الجميع .. تشعر و كأنها أكبر من سنها كثيراً .. مما يعمق لدى مفهوم أن العمر ليس سنوات نعدها .. بل تجارب نعيشها .. 

أخبرتنى أمى ذات يوم أن الفتايات القاهريات مختلفات .. و أن قسوة حياتهن فى العاصمة  تجعلهن قويات و جريئات .. 
أما فتايات الأقاليم .. فكل محيطهن محدود للغاية .. مما يؤثر بالتأكيد على شخصياتهن .. 

و رغم أن العواصم هى بلاد الأحلام .. و رغم أن محافظتى هى مقبرة الأحلام كما وصفتها أسماء .. إلا إننى لن أتمنى يوماً أن أعيش بالقاهرة .. لست أهلاً لها .. 

فقط أود أن أخبركم كم أننى ممتنة لإنشغال أيامى .. أكتسب مهارات جديدة و أصنع صداقات .. و أكف عن التفكير فى دوائر محكمة الغلق ..  الفراغ مدمر .. فتجنبوه ..