الاثنين، 27 أبريل 2015

تزوج زوجى أخرى ..

لأننى عاقر .. أخبرونى أن علىّ تقبل الأمر ..
أخبرونى أنه مجبر ..
أنه يحبنى و يريدنى معه ولكن عاطفة الأبوة غلبته ..
أنه مشكور لم يتخلص منى .. لكان الأمر أيسر فى إختيار زوجة جديدة .. فى بداية حياة جديدة دون تحمل عبء زوجتين و منزلين ..

ولما توقف عقلى عن التفكير .. و رأيتهم جميعاً يرتضون لىّ الأمر .. حتى أمى ! حتى أمى إرتضت لى أن يتزوج زوجى أخرى ..
أخبرتنى أن كل شىء سيظل كما هو .. و كأن ظروف عمله ستضطره للسفر نصف الإسبوع لمدينة أخرى ..
أخبرتنى أننى سأظل صاحبة المنزل .. حرة فى حياتى ..بدلاً من أن أعود لغرفتى مطلقة فى العشرينيات .. و أتحمل إثم مجتمع لا يرحم مثيلاتى .. أعود كفتاه فى العاشرة .. يتحكم الجميع فى جميع قراراتها .. حتى فى أبسط الأمور كالخروج لنزهة ..
أما إن إرتضيت البقاء معه .. فأظل حرة .. بل ستزيد حريتى فى تلك الأيام التى سيغيب فيها ..

رأيتهم جميعاً يرتضون لىّ الأمر .. حتى أمى ! وافقت ! وافقت وقبلت و تقبلت ...

فى يوم زواجه .. خرج مبكراً دون كلمه .. شعرت به محرجاً و هو يرتدى ملابسه .. يتأنق على إستحياء .. ثم غادر ..

إرتديت ملابسى .. و تأنقت أنا أيضاً .. خلعت خاتم الزواج و خرجت ..

حمدت الله كثيراً أن المأذون لم يكن نفس المأذون الذى زوجنا .. لم أكن أحتمل أن تشوه ذكرياتى ..

سرت فى الطريق .. دخلت مكتب المأذون بإبتسامه هادئة .. أخبرتها أننى أود الإستفسار عن بعض المعلومات .. أخبرتنى أن أنتظر قليلاً .. و هذا هو المراد..

جلست بنفس الإبتسامه الهادئة .. و كأن روحى إنفصلت عن جسدى حينها .. و تركت جثتى على وضع الإبتسامه .. و إنتقلت روحى لتراقب الموقف خلف الحائط الزجاجى ..

رأيت زوجى مبتسماً .. يمسك يديها و يقبلها .. يهنئه الجميع و سمعت الزغاريد معلنة إتمام الزواج ..

رأيت أصدقائه .. الذين أحسنت إستقبالهم دوماً فى منزلى .. يشهدون و يباركون ..

لمح جثتى صديق زوجى الذى كان يوماً زميل دراسة .. جاء نحوى متعجباً مشفقاً ... لملمت شتات نفسى .. و هممت بالخروج ..

لمحته يحاول لفت إنتباه زوجى لوجودى .. ولكننى رحلت فوراً ..

عدت للمنزلى وحيدة .. كنت محتارة ماذا أفعل ؟
هل أنهار فى البكاء .. أم أحتفل بحريتى التى أخبرونى عنها ؟
هل ألعن و أدمر وأصرخ .. أم أتقبل و أستكين ؟

هدانى الله لركعتين قيام .. ثم إستسلمت للنوم ..