الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الورد .. و قلبه ..




" يتكرر الأمر فى حياتنا كثيراً .. و لكن مع من نحب يكن مذاقه مختلفاً تماماً .. "

لم أكن من معتادى السهر .. خصوصاً فى يومٍ كهذا .. ينتظرنى سفر فى الصباح الباكر .. و لكن هذه الفكرة سيطرت علىّ تماماً .. 

كيف سيكون مذاق السفر معه ؟! .. 

لكن فى النهاية .. غلبنى النوم .. لأستيقظ على رنين هاتفى .. إنه هو .. 

" صحيتى ؟ ! " 

" أيون اهوه و بلبس " 

" اعدى عليكى ؟! " 

قلت مازحة  : " لأ موتشكريين :D " 

" يعنى سواق التاكسى أحسن منى ؟ هو أنا مش خطيبك يا بنتى !!  " 

" مش إتفقنا على الموضوع  دا من زمان ؟! خلاص بقى قلبك أبيض :) " 

" ماشى المهم متتأخريش " 


تعجبت أن أكد عليّ الحضور مبكراً .. و لكننى وصلت إلى مكان تجمع الرحلة فلم أجده !  شعرت بخيبة أمل بسيطة و صعدت إلى الأتوبيس .. كان الجميع متفائلين يتمنون لبعضهم البعض رحلة سعيدة .. و أنا زائغة العينين أبحث عنه .. 

حاولت أن أندمج مع صديقاتى كى أمحى تلك النظرة الباهتة اللتى إعتلت وجههى  ..  

و فجأة لفت إنتباهى اصوات  ضحكات و تهليل ..  إنتبهت لها .. و ذهلت حتى عجزت عن الحركة .. تماماً

لقد صعد إلى الأتوبيس حاملاً فى يده باقة من الزهور الحمراء .. اقل ما توصف به أنها خيالية الروعة .. 

جاء بها إلىّ ... وسط أصوات الإعجاب من الجميع .. و نظرة شديدة البلاهة على وجههى !

" إتفضلى "  بإبتسامة رقيقة على وجهه .. و نفس النظرة على وجههى ! 

حملت الباقة دون أى كلمة .. و ذهبت إلى مقعدى ..  و ظللت 3 ساعات حتى وصلنا إلى مصر القديمة  أتأمل أول باقة زهور تُقدم  لى .. 

كان قلبى يرتجف كلما أغمضت عينى و تذكرته و هو يقول  "إتفضلى " .. كأنه أهدانى عمراً جديداً  و حياةً مبهجة  كلها نور .. 

توقفنا بجوار حى الحسين فى الموقف الكبير .. كان يجلس فى المقدمة فنزل قبلى .. و ظل ينتظرنى ... رويداً أفقت من حلمى  و حملت حقيبتى و باقة زهورى و نزلت ..  نظر إلىّ ضاحكاً .. 

" هتاخدى الورد معاكى !؟! " 

" آه ! عندك إعتراض ! :\ " 

" لأ و أنا أقدر ؟! ... بس هتفضلى كل دا شيلاه .. مش هتعرفى تتحركى " 

" لأ أنا كدا مبسوطة .. "


بين روعة المعمار و عراقة المساجد .. تولدت بداخلى طاقة إيجابية و أصبحت و كأننى - وباقة زهورى - محاطتين بسحابة من السعادة ..

بين نظرات الفتايات فى الرحلة .. أو فى الشارع .. 

بين من تتمنى الحب .. أو تتمنى الورد .. أو تلعن كلاهما .. 

بين أمنية بالخير و حلم بنفس المواصفات الرائعة المضيئة .. 

أو  نظرة حسد أو تعليق سلبى .. 

بين أفكارهم كيف حصلت عليه أو متى أو لم .. 

بين ظنونهم أننى ساذجة أو متعالية أو  متفاخرة أو محدّثة ..  

لم أبالى  أبداً .. 
لأن أحداً أبداً لن يدرك ما قد عانيته لأصل إليه ..  
لن تكتمل فصول القصة فى مخيلة أحدهم أبداً ..  مهما وَسِعَ خياله .. 

أنا و هو وحدنا نعلم .. و الله يشهد .. 

ظللت أتأمل المساجد و أدور بينها  و أتأمل معالمها و تفصيل معمارها الدقيقة .. و كأننى أسجل على كل حوائطها  بخط كبير ..  .. 

" لقد حصلت على الورد .. و قلبه ..   "