الاثنين، 9 يناير 2017

مكالمة العمة (3)

قلبى يحترق .. أنفاسى تختنق .. الدموع متحجرة فى عينى منذ أن رأيته يتأنق أمام المرأه .. يستخدم العطر الذى أهديته إليه فى عيد ميلاده ليتعطر به فى حفل خطوبته لإبنه عمته ضحى .. الكابوس أصبح واقع .. ضحى إنتصرت .. فشلت كل أسلحتها فى الحصول على قلب على .. حتى جائها المرض  و جاءت معه الفرصة  .. ها هو زوجى و حب عمرى يُهذب شعره كما أحبه أنا .. ليذهب لها هى ..


اليوم ستقام الحفل  .. فى منزل العائلة .. و هو أيضا منزل العروس .. حيث تقيم طنط سلوى أم ضحى مع أختيها طنط هدى  و طنط زهرة فى بيت العائلة العريق .. عمات علىّ الثلاث  أرامل .. يقطنّ معا فى فيلا عريقة ..

شتان بين طنط زهرة و أختيها .. هى ملاك نقية .. ترى فى عينيها لمحة حزن و حنين .. هادئة الطباع و ملتزمة .. ليس لها أى علاقة بالشركات أو الأعمال .. تعيش على ذكرى زوجها و حب عمرها الذى مات شابا .. رفضت الزواج بعده رغم أنها لم تنجب منه أى أطفال .. و فضلت أن تعيش فى رحاب هذا الحب الأسطورى .. كثيرا ما حكى لى على عن قصة كفاحها مع أبويها حتى تتزوج من تحب .. و كيف عاشت معه أجمل سنوات عمرها .. جتى حان أجله و فاضت روحه لمولاه تاركا ورائه  حبيبة ملكومة ..

أما طنط هدى و طنط سلوى فهما سيدات أعمال مرموقات فى المجتمع .. متبرجات بدرجة كبيرة .. دائما ماينتقدوا زوقى المائل للإحتشام .. وولا ينقذنى إلا  طنط زهرة ..


يا ترى طنط زهرة رأيها إيه فى اللى بيحصل دا ؟؟


لكننى سأصمد .. بيدى لا بيد عمرو .. شئت أم أبيت حديث العمة هدى سيف على رقاب الجميع .. لسبب أجهله جميع أفراد العائلة بداية من والد زوحى ينصاعوا لأوامر العمة هدى .. ربما لأنها أكبرهم سنا؟ ربما لأنها أغناهم  و صاحبة مجموعة الشركات التى يعمل بها جميع أفراد العائلة بما فيهم على زوجى ؟؟  لا يهم .. ولا شىء فى الوجود يهم الان .. قلبى يعتصر ألما ..  أشعر بجرح و إهانة ..

 لن أدع المجال لضحى لتشعر أنها إنتصرت علىّ .. يجب أن تدرك أن زوجى يحبنى أنا ..


****

أعرف أنها تقف خلفى تراقبنى و أنا أستعد للخطبة .. أتعجب رد فعلها .. لو أنها تتحدث أو حتى تصرخ .. أخشى عليها أن تمرض بسبب الكبت .. الدموع متحجرة فى عينيها .. لكن ما العمل ؟ لا سبيل ..

أحبها فعلا و تضطرب أنفاسى كلما وقع نظرى عليها .. تتجول فى أنحاء المنزل صامتة كمن فى القبور .. ترمقنى بنظرات تحرقنى .. هى لا تعلم قدر ما على من ضغط .. النساء بطبعهن عاطفيات .. لا يقدرن معنى المسئولية .. مازال قلبى لها .. فضحى كانت معى دوما منذ الطفولة .. لم أجد فى قلبى أى مشاعر حب لها ..

فقط لو ترضى عنى و تدرك أن  الأمر أبعد ما يكون عن المشاعر .. ربما تهدأ نفسها و تستعيد حيويتها ..


****

ها أنت تأتى إلىّ يا على .. أخيرا

****

#يتبع