السبت، 30 أغسطس 2014

علمت أنها النهاية ...



هكذا علمت أن تلك هى النهاية .. كانت تلوح فى الأفق لكنها تمادت فى تجاهلها و نكرانها و إستنكارها حتى اصتطدمت بها ولم تجد مفر من الإعتراف بها ..
شاءت أم أبت إنها النهاية ..

و لأنها و على غير عادتها كانت متماسكة قليلاً فى اليومين السابقين .. ربما تأدباً .. ربما أنها لا تقوى على التذمر  أصلاً ..

حان وقت التحرر .. لا يفيد التأدب الآن ..

دخلت إلى حجرتها  تحمل بداخلها طاقة كراهية تكفى لحرق مدينة بأكملها .. كراهية و غل و لعنات ..

أغلقت الباب و بدأت بالبكاء إشفاقاً على ذاتها من قسوة و إفتراء أقرب الناس لها ..

تحول إلى بكاء مسموع و نحيب ثم صراخ و كلمات مبهمة تختلط بدموعها .. و تسآؤلات لا إجابة لها ' ليه كدا ? '

كما كسروا أحلامها .. كسرت كل المرايا ...
كما حرقوا قلبها .. أشعلت النيران فى الستائر ..
كما بعثروا آمالها .. بعثرت كل أغراض الحجرة ..

إنهارت و خارت قواها ثم فقدت وعيها ..
صباحاً أخبرونى أنها ماتت .. لا أعلم إن ماتت محروقة أو مخنوقة أو ماتت هماً .. لكن خلاصة الأمر أنها ماتت ..

رأيتهم جميعاً يبكونها .. و كأنهم أمس لم يقتلوها ..


الخميس، 28 أغسطس 2014

عائلة من غزة ..

صدفة قابلتة بمدينة الغردقة فى إجازتى الأعجب على الإطلاق ..
أم فلسطينية .. مسلمة غير محجبة .. لها ثلاث صبيان و بنت واحدة تتوسطهم ..

أن تتحدث إلى الطفلة لأول مرة لتسألها من أين هى و كيف إنضمت لمجموعة رحلتنا فترد بمنتهى البساطة و التلقائية أن ' نحنا هربنا من الحرب بغزة .. أنا بسكن هنيك .. لما قامت الحرب جينا ع مصر .. رحنا ع شرمالشيه و هنيك قابلناهم .. و صرنا على اتصال و لما إجوا ع هون إجينا نلحقهم بالسيارة '

'بابا مازال بغزة ببيتنا هنيك .. بابا دكتور أسنان بمستشفى الشفا بغزة .. بتعرفوها ? '

'مدرستى بغزة .. ولا مرة أنا دخلت المدرسة هون '

تعجز الكلمات عن وصف تلك العائلة و شعورى تجاهها

أخيها الأكبر كتب على ذراعه 'غزة ' بالحناء ..
أخيها الأوسط منطو لا يتحدث أبداً
الاصغر الذى يلعب كثيراً صامتاً ...

الأم التى تبذل قصارى جهدها لتسعد اطفالها  و لا تتوانى عن تحقيق أى رغبة لهم ..

اللهم من للمستضعفين سواك ...