السبت، 28 ديسمبر 2013

ضابط و بوكس و مصطفى و هانى ..

شارع
رصيفين و جزيرة فى النص

عسكرى
 و ضابط
 و بوكس


مصطفى و هانى

صندوق زبالة
كيس ورق حلويات


بيعدى يرميه
بدقن

 يسألهم ليه
بيتاخد معاه

ليله فى القسم
محضر الصبح

سجن
المستقبل
بورسعيد
الزقازيق
المستقبل

إمتحانات
فى الزنزانة

تحقيقات
متفبركة

شهر
شهرين
تلات شهور


تلات شهور و يوم
تلات شهور و يومين
تلات شهور و تلات أيام



دعاء ..
دعاء ..
دعاء ..

 22-9-2013
حتى الآن ..

السبت، 14 ديسمبر 2013

حبات مطر .. و عقلة الإصبع

وقفت خلف نافذتى الزجاجية أراقب حبات المطر
تذكرت كيف كنت طفلة صغيرة أرسم حبات المطر عمودية على صفحتى البيضاء ..لأنها بديهياً عمودية على الأرض .. و ها أنا كبرت لأعلم أن الأمور لا تسير بهذه المثالية أبداَ ..

الهواء يدفع حبات المياة لتميل عن طريقها المستقيم .. فتصطدم بزجاج نافذتى و تصدر صوتاً منتظماً .. يأخذنى إلى أماكن أبعد ..

أتخيل نفسى عقلة الأصبع  بجناحين لأطير مع حبات المطر .. أدق على النوافد و أدخل للبيوت .. أتأمل أحوال البشر .. و كيف  يستقبلون المطر ..

أرى ربة المنزل تنزعج من الطين الذى سيتراكم بالشرفات .. و الملابس التى نشرتها لتجف و لن تجف .. لكم هى مستآءة أن ملابس الصغير لم تجف بعد ..

أرى الشابة الرقيقة تنظر إلى حبات المطر .. تُحمّلها رسائل الشوق إلى حبيبها الغائب ..  لعل هذه السحابة سوف تمر فوق أرضه فى طريقها ..


أرى أم تنهمر دموعها  كالمطر الذى بدأ يتسرب إلى منزلها من السقف الخشبى الهزيل .. كيف ستحمى أطفالها ؟

أرى زوجين حبيبين جلسا ليتأملا المطر .. و يستعيدوا ذكريات أربعين عاماً مروا على أول لقاء ..  كانت السماء يومها تمطر .. و كأن رزق الحب أتى مع رزق المطر ليملأ قلبيهما كما تملاء مياه المطر الجداول الصغيرة .. فتنتشر الخضرة و يعم الخير ..

و زوجين شابين أخرين .. يجرون فى الشوارع المبتلة .. يتضاحكون و يصرخون .. و كأن لا أحد يراهما ..  ربما أنه جنون الحب ؟

أرى موظف بسيط .. اصلع الرأس .. يحاول تغطية رأسه كى لا يصيبه المرض .. و يضطر الغياب عن العمل .. و الغياب عن العمل قدر ما هو محبب إلى نفسه الكسولة .. إلا إنه سيأتى بالمرتب ناقصاً .. و هو ما لن تقبله منه أم الأولاد أبداً ..


أرى طلاب الثانوية .. يتقاقفزون فى الشارع لينالهم قسط من الدفأ .. ثم يتمتم أحدهم ... " هندخل نتكربس فوق بعض عند المستر و هندفا  " ..

أرى كل هؤلاء .. و غيرهم .. تحت المطر ..

و أعود مرة أخرى إلى غرفتى ..





الاثنين، 9 ديسمبر 2013

بشرفتى الجديدة ..

 بمنزلى الجديد .. رأيتها يوماً  صدفة  و أنا فى الشرفة ..
 أحدى جاراتى .. تقف فى شرفتها المقابلة لى .. كنا  نقوم بواجباتنا المنزلية نفسها  .. حيينا بعض بإبتسامة هادئة .. أنهيت عملى و دخلت إلى حجرتى ..

و بعد يومين قابلتها مرة أخرى .. و حييتها ثانياً .. و لكن فى تلك المرة .. إنتابتنى رغبة أن أراقبها دون أن ترانى .. أثارت فضولى .. ملامحها تحمل جمال و فى عيونها حزن و ألم  لم يخطئه قلبى ..   فدخلت و راقبتها من خلف الزجاج ..

و كأنها كانت تنتظر أن أدخل لمنزلى لتنفرد بنفسها ..  تركت  ما فى يديها و جلست لتسرح فى ملكوت لا يعلمه إلا الله ..

و على ناصية منزلى الجديد .. تقف كل يوم حافلة المدرسة الراقية .. لينزل منها أبناء الجيران .. فى نفس الميعاد يومياً ..  وجدتها تلتفت إليهم .. و تراقبهم عن كثب

 كانوا خمسة فتيان  و فتاه واحدة رقيقة الملامح .. تسرع خطاها و كأنها تستحى أن تسير بالقرب من الفتيان زملائها ..

تعجبت شدة إنتباهها إليهم .. فعدت أنظر إليهم لعلى أدرك السبب .. و أدركته فى حينها ..

كان إحد الفتيان يراقب الفتاة زميلته عن كثب .. يحدثه اصدقائه و يتضاحكون و يصنعون ضجة .. و هو هائم يراقب الرقيقة ..

إتسعت إبتسامتى .. هى قصة حب بريئة إذا .. لفتت إنتباهها لتراقبها و بشدة ..  عدت أنظر إليها لأتأكد من صدق حدسى .. فلم أجد على وجهها أى إبتسامة .. كانت ملامحها عابسة و كأنها فى حيرة شديدة ..

أى حيرة تلك التى وقعت فيها يا جارتى ؟! خبرينى ..

إنتزعتنى أمى من بين كل أفكارى لتعاتبنى على تأخرى فى إنجاز أعمالى المنزلية ..  و لكننى ظللت يومى أفكر فيها ... و نظرتها التى آلمت قلبى ..

ما الذى يدفعها إلى كل ذلك العبوس ؟ الألم يظهر فى عينيها و هى تراقب براءة حب جديد فى عين الفتى ..

هل تشتاق حبيبها ؟

أم تشتاق الحب ذاته  ؟

أم تفتقده فى مجتمع يُقتل فيه الحب بدم بارد ؟

أيعاتبونها أن أصبحت فى هذا السن دون زواج .. و يسخرون لسذاجتها أن تنتظر الحب بعد الثلاثين ؟!   لن أعجب .. فأنا أعيش فى مجتمع تنتهى فيه صلاحية الفتاة بعد الثلاثين .. و تسقط كل حقوقها الأدمية .. فى الحب و الزواج

أم أنها متشددة ترى أن الحب حرام .. و لكن كيف يكون الحب حراماً  ونحن نعجز عن التحكم بقلوبنا ..

أحتار فى نظرة الألم تلك ..  فعدت لا أخرج للشرفة فى هذا الميعاد أبداً .. فقط أدعو لها ..