الجمعة، 13 يناير 2017

مكالمة العمة (4)

 كنت طفلة مدللة أيما دلال .. ما بين أبى و جدتىّ .. و أنا إبنة واحدة و حفيدة واحدة فى العائلة كلها .. وهى عائلة ثرية جدا .. كانت طلباتى كلها مجابة .. بل هى أقرب للأوامر .. و لى خدم خاص يخدموننى  ..





إلا فى ذلك اليوم .. فرغم صغر سنى حينها إلا أننى لا أنساه أبدا .. كنت ألعب فى حجرة جدتى زهرة .. هى ليست جدتى حرفيا .. لكنها أخت جدتىّ هدى و سلوى رحمها الله  ..  فقط ماتت جدتى سلوى بعد فترة بسيطة من موت أمى .. التى ماتت أثناء ولادتى .. هكذا أخبرونى .. 


تململت من ألعابى رغم كثرتها .. و قررت أن أعبث بمحتويات الأدراج .. حتى وقعت يدى على كنز صغير .. صندوق به العديد من الصور .. صور تجمع العائلة كلها .. حتى وقعت عينى على صورة عجيبة .. صورة أبى كأنه عريس .. لكن العروسة لا أعرفها .. جميلة هى .. لكن من تلك ؟؟ 

خلف الصورة كتبت كلمات قليلة .. صعب على قرائتها أولا .. لكننى رأيت إسمى .. ريم .. لما كتبوا إسمى على هذه الصورة ؟؟ 

أخذت الصورة و ذهبت لأبى .. كنت جريئة جدا .. لم أتحرج أن أخبره أننى وجدت الصورة عندما كنت أعبث فى أدراج جدتى زهرة .. 

- بابا باب .. 
= أيوه يا ريم يا حبيبتى ؟؟
- بابا مين العروسة دى و إسمى مكتوب على الصورة دى ليه ؟ أنا أصلا مش متصورة معاكوا .. كاتبين إسمى معاكوا ليه ؟؟ 
= جبتى الصورة دى منين ؟؟ 
- لاقيتها فى درج تيتة زهرة ..


يومها كانت المرة الأولى و الأخيرة التى ينهرنى فيها والدى .. بل كاد أن يضربنى .. و لم يجب سؤالى .. 

إحتفظت بالصورة فى مخبأى السرى .. و لم تنجح محاولات العمة زهرة أو أبى فى إجبارى على إخبارهم بمكانها .. سأحتفظ بالصورة أبدا حتى أجد من يروى لى سرها .. 


****

وصلت للعشرين و كنت أتذكر هذ االيوم على فترات متباعدة .. الآن أستطيع قراءة الكلمات خلف الصورة بوضوح 

" شكرا عمتو زهرة على كل حاجة حلوة .. حبيبتك ريم "

بالإضافة لتاريخ يعود لإثنين و عشرين عاما مضوا .. لكننى الآن أقل جرأة فلا يمكن أن أسال أبى ..  لا أدرى لم لم يخطر ببالى قبل ذلك الحين أن أسأل  دادا كريمة .. ربما تعلم ؟؟!