الأحد، 8 يناير 2017

مكالمة العمة (٢)

كرر على ذهابه إلى العمل مبكرا دون إيقاظها .. و العودة بعد منتصف الليل بدون كلام و الحجة دائمة مشاكل بالشركة التى يعمل بها ..

حتى جاء يوم الجمعة .. ظل نائما حتى موعد اقامة الصلاة ثم قام مسرعا ليلحق بها .. و تأخر بعد إنتهائها كثيرا .. كانت تسمع الخطبة و هى فى المنزل لان الجامع القريب يضع سماعات خارجية عالية الصوت .. فتصلها و كأنها بداخل المسجد

ماذا به ؟؟ لن أتحمل صمت أكثر من هذا .. سأواجهه .. فحجة العمل لا تبرر حالته .. لابد أنها مكالمة العمة هدى

حينها بدأ كل شىء ..


تحفزت ريم للمواجهة .. وقفت فى الشرفة .. تنتظر و تنتظر و تنتظر .. حتى أذن لصلاة العصر .. فالمغرب
فالعشاء .. على لا يجيب على هاتفه .. لا يرسل رسالة .. يستبد بها القلق .. حتى رأته ..
جرت إلى الباب ووقفت تنتظر صعوده .. تكاد تسمع دقات قلبها على بعد ميل .. دار المفتاح فى الباب .. و دخل على ..

أستقبلته بحضن طويل .. و سؤال يحمل كل الحب و القلق فى العالم ..

-إنت كويس ؟؟ حصلك حاجة ؟؟ فيك حاجة ؟


ولما أتتها كل اﻹجابات بالنفى .. هنا فقط تذكرت تحفزها .. صرخت فيه ..

-فى إيـــــــــــــــه يا على ؟؟

كانت عينيها تحمل إليه النار المستعرة فى قلبها .. و كأنها تنتظر خبر سىء .. و أى خبر أسوء مما يحمله على ؟؟

*إقعدى يا ريم ..

جلست أمامه و لم ترفع عينها عنه .. لكن هو .. لم يستطع النظر إلى عينيها . كان مشتتا لا يعلم كيف يواجهها بما يقول

*فاكرة لما طنط هدى إتصلت بيا ؟؟

هزت رأسها دون أن تنطق بحرف .. و لكن بداخلها كل حروف التأكيد على صدق حدسها ..

*لما طنط هدى كلمتنى .. كانت عايزة منى خدمة ..

صمت بعدها للحظة .. مرت على ريم و كأنها ساعات

*رحتلها لاقيتها بتعيط و إترجتنى أنفذ طلبها..
قالتلى إن ضحى بنت طنط سلوى تعبانة , عندها كانسر فى مرحلة متأخرة جدا , الدكاترة بيقولوا مش فاضلها كتير ..

إندهشت ريم .. و إنزعجت جدا .. فرغم توتر علاقتها بضحى بسبب ما إعتبرته ريم ماضى يجب أن تتنساه ولكن يبقى الحذر .. إلا إنها إنسانة رقيقة المشاعر لا تحب اﻷذى ﻷى مخلوق

كانت تبحث عن رابط بين خدمة طنط هدى و مرض ضحى .. حتى خطر ببالها .. و كأنها طعنت بخنجر فى قلبها .. إما أن ينزعه على و يطيب جرحها بكلماته التالية أو يغرس الخنجر فى قلبها أكثر


*قالولى الدكتور قال لازم نهتم بنفسيتها جدا و نحاول نسعدها و نفرحها بأى شكل .. نحاول نحققلها أحلامها فى الوقت الللى فاضلها فى الدنيا .. فهما عايزنى أخطبها و أفرحها الكام يوم اللى فاضلنلها فى الدنيا ..


غرس الخنجر و نزف القلب ..

تجمدت الدموع فى عين ريم .. إحمر وجهها بشده .. و قامت إلى حجرتها ..

نزلت تحت الغطاء و أغمضت عينها و أطلقت صرخة مكتومة ..

جاء على خلفها ..

*ريم أنا بحبك .. و بعشقك .. إنتى روحى و أملى و فرحتى و أحلى بنت شفتها فى حياتى .. أنا من ساعة من قالولى و أنا بتعذب و مش عايز أحكيلك و بتهرب من وجودى معاكى طول الوقت عشان ميبانش عليا حاجة .. كنت خايف عليكى جدا بس طنط هدى كلمتنى تانى و عمالة تأكد على فكرة إن مش فاضلها كتير و عايزين نساعدها تتمسك باﻷمل شوية و نسعدها ..


صمتت ريم كصمت من فى القبور ..

*ريم قولى أى حاجة .. متسيبينيش كدا .. إنتى مش متخيلة أنا بتعذب قد إيه من ساعتها

ولكنها ظلت صامته ..

خرج على من الغرفة .. و لم يعد إليها حتى صباح اليوم التالى .. ليرتدى ملابسه ليذهب إلى العمل ..

وقتها كانت ريم إستيقظت .. و إعتدلت جالسة على السرير لم تبرحه .. حتى الصباح لم ترده .. اﻹفطار لم تعده ..

و على ككل الرجال .. لا يقبل أى تقصير فى حقوقه مهما تجنى ..

بنبرة تحمل غضب و عدم تفهم قال ..
* هتفضلى ساكتة كدا كتير ؟؟ و بتعاقبينى يعنى مش هتاكلى معايا ؟؟

نطقت أخيرا قائلة ..- بقالك إسبوع بتفطر لوحدك و مش مضايق ..

*مين قالك يا ريم إنى مش مضايق .. إنتى ليه مش قادرة تفهمى موقفى ؟؟
أنا بين نارين والله مش عارف و تعبت ..

-إسمع كلام عمتك و نفذ طلبها ...


#يتبع