السبت، 23 نوفمبر 2013

ذاكرة الشوارع ..

" لما كنت بتمشى فى شوارع بلدى فى مصر .. كان كل شارع ليه حكاية .. 
البلد اللى كنت منها كانت صغيرة أوى .. و أنا كنت عارفة معظم شوارعها ..  

كنت كل ما أمر على شارع .. أفتكر حكايته و أحكيها للى معايا .. 
و لما كنت أبقى لوحدى .. كنت أردد القصة فى عقلى و أستمتع بإسترجاع الذكريات دى .. 

 "هنا كانت ساكنة صاحبتى فى إبتدائى .. فضلت معايا لحد الجامعة و الكليات إختلفت فإفترقنا .. بس و الله إفتكرتنى ساعة فرحها و عزمتنى .. كان يوم حلو أوى .. 

هنا بابا عزمنا لما إترقى 

هنا صاحب جارنا عمل الحادثة و إتصاب .. البلد كلها إتكلمت عن الحادثة دى .. و بعدها كله نسى .. 

هنا بيت واحد كان بيحب صاحبتنا .. لو كانوا إتجوزوا كان زمانها ساكنة هنا - اصل دا بيت عيلة - بس يا ترى هما إتجوزوا ؟! 

هنا أخدنا الدروس فى الثانوية 

و هنا نادينا المفضل و أحلى لمة  و أعياد الميلاد المفاجأة اللى غالبا مكنتش بتبقى مفاجأة ..  " 


و لما سافرنا ألمانيا .. كانت الشوارع كلها جديدة عليّا  .. الشوارع بلا ذاكرة .. 
مع ذلك مكنتش حاسة بالغربة  ..  لأنه شوية بشوية .. و مع مرور الأيام .. بدأت تتشكل للشوارع ذكريات جديدة  عندى .. 

هنا أول مرة نزلت أتفسح لوحدى و فضلت تايه ساعتين لحد ما جوزى عرف يلاقينى .. أصلى مكنتش بعرف ألمانى لسة .. 

هنا إحتفلنا بعيد جوازنا لأول مرة فى الغربة .. 

من هنا هشترى كل الهدايا قبل ما أنزل مصر ..  بس يا ترى إمتى هنزل ؟ و هسيبه لوحده هنا إزاى ؟! 

هنا خرجنا .. هنا إتمشينا فى المطر 


إكتشفت بعد فترة إن ذاكرة الشوارع رجعتلى متمحورة فى كلها فى جوزى ..  لأنه أصبح الشخص الوحيد فى حياتى و معرفش غيره !! 

إكتشقت إنى بدونه بلا حياة .. بلا ذاكرة..  بلا حكايات ..  

و من هنا بدأت الغربة ..