الاثنين، 19 أغسطس 2013

هنرجع إمتى يا محمد ؟!


"هنرجع إمتى بقى يا محمد ؟!"

قالها و فى عينيه لفهه شديدة 

***

" لما ربنا يأذن بالنصر يا أحمد " ..
رددها و فى قلبه يقين و عقله ملىء بالشكوك 

***

" فاضل كتير يا محمد ؟! " 

" يا بنى صبرك بالله الطريق لسه طويل "

ثم يدوي صوت إنفجار الإطار .. 

***
ثم يدوى صوت إنفجار قنبلة يتيعه إطلاق نار ..  

***

"هما وقفونا ليه يا محمد ؟!"


يكذب عليه أحمد قائلاً .. " معرفش .. ربنا يستر " 

***
 يعنى هنطلع من هنا إزاى و إمتى ؟! 


يكذب عليه أحمد قائلاً .. " معرفش .. ربنا يستر " 


***

ملثمين يأمرونهم بالوقوف صف واحد .. يقيدون أيديهم خلف ظهورهم 

"هيضربونا بالنار يا محمد ..  أنا خايف " 
" قول الشهادة " 

" أمى و أخواتى مستنينى فى البلد عشان نقرأ فاتحة أختى على إبن عمى عوض "

ينظر إليه محمد مشفقاً لا يجد ما يواسيه به .. و يقاطعهما صوت أول طلقة و سقوط سيد زميل الكتيبة صارخاً ثم مفارقاً للحياة 

تسرى إنتفاضة على وجههما و يعلمان أن الموت قادم لا محالة 

طلقة بعد طلقة .. يزداد الهلع و الرعب 

***

لا يعلمون بلطجية أم شرطة يحاصرونهم خارج المسجد الصغير بالمدينة الصغيرة .. 


صوت طلقات النيران المتقطع يثير القلق فين نفوسهم جميعاُ 


"هيضربونا بالنار يا محمد ..  أنا خايف " 
" قول الشهادة " 

" أمى و أبويا ملهمش حد غيرى " 

ينظر إليه محمد مشفقاً لا يجد ما يواسيه به .. و يقاطعهما صوت أول طلقة و سقوط إسلام جارهما  صارخاً فيحاولون إسعافه بالأدوات الضعيفة المتاحة و لكنه يفارق الحياة بعد نزاع قصير  

تسر فى وجهه أحمد القشعريرة من منظر الدماء الفاحشة .. ينظر إلى محمد مزهولاً ..  و يعلمان أن الموت قادم لا محالة 

طلقة بعد طلقة .. يزداد الهلع و الرعب 

***

فى علم مصر كُفنّا 

*** 

فى علم مصر كُفنّا 

***


و لم ألحق أياً من الجنازتين لأننى كنت بالمستشفى أزور أخو صديقتى المصاب فى الأحداث .. 


ولا تسألوننى أى أحداث ..