"هنرجع إمتى بقى يا محمد ؟!"
قالها و فى عينيه لفهه شديدة
***
" لما ربنا يأذن بالنصر يا أحمد " ..
رددها و فى قلبه يقين و عقله ملىء بالشكوك
***
" فاضل كتير يا محمد ؟! "
" يا بنى صبرك بالله الطريق لسه طويل "
ثم يدوي صوت إنفجار الإطار ..
***
ثم يدوى صوت إنفجار قنبلة يتيعه إطلاق نار ..
***
"هما وقفونا ليه يا محمد ؟!"
يكذب عليه أحمد قائلاً .. " معرفش .. ربنا يستر "
***
يعنى هنطلع من هنا إزاى و إمتى ؟!
يكذب عليه أحمد قائلاً .. " معرفش .. ربنا يستر "
***
ملثمين يأمرونهم بالوقوف صف واحد .. يقيدون أيديهم خلف ظهورهم
"هيضربونا بالنار يا محمد .. أنا خايف "
" قول الشهادة "
" أمى و أخواتى مستنينى فى البلد عشان نقرأ فاتحة أختى على إبن عمى عوض "
ينظر إليه محمد مشفقاً لا يجد ما يواسيه به .. و يقاطعهما صوت أول طلقة و سقوط سيد زميل الكتيبة صارخاً ثم مفارقاً للحياة
تسرى إنتفاضة على وجههما و يعلمان أن الموت قادم لا محالة
طلقة بعد طلقة .. يزداد الهلع و الرعب
***
لا يعلمون بلطجية أم شرطة يحاصرونهم خارج المسجد الصغير بالمدينة الصغيرة ..
صوت طلقات النيران المتقطع يثير القلق فين نفوسهم جميعاُ
"هيضربونا بالنار يا محمد .. أنا خايف "
" قول الشهادة "
" أمى و أبويا ملهمش حد غيرى "
ينظر إليه محمد مشفقاً لا يجد ما يواسيه به .. و يقاطعهما صوت أول طلقة و سقوط إسلام جارهما صارخاً فيحاولون إسعافه بالأدوات الضعيفة المتاحة و لكنه يفارق الحياة بعد نزاع قصير
تسر فى وجهه أحمد القشعريرة من منظر الدماء الفاحشة .. ينظر إلى محمد مزهولاً .. و يعلمان أن الموت قادم لا محالة
طلقة بعد طلقة .. يزداد الهلع و الرعب
***
فى علم مصر كُفنّا
***
فى علم مصر كُفنّا
***
و لم ألحق أياً من الجنازتين لأننى كنت بالمستشفى أزور أخو صديقتى المصاب فى الأحداث ..
ولا تسألوننى أى أحداث ..