السبت، 7 يناير 2017

مكالمة العمة (1)



فى ليلة شتوية .. دخلت إلى المطبخ لتحضر كوبا من الينسون لزوجها لتبث الدف فى جسده .. كانت تحاول حمايته من دور البرد القادم فى الطريق ,كانت تشفق عليه من تبعات دور برد لا يتحمله جسده , أعددت لنفسها كوبا من الشوكولا الساخنة و ذهبت له حيث كان يشاهد التلفاز فى غرفة المعيشة .

بيت هادىء يليق بعرسان حديثى الزواج , رغم مرور 9 أشهر على زواجهم إلا إن الجميع يعتبرهم عرسان جدد .. ﻷن الله لم يرزقهم بأطفال بعد , ولهذا فالبيت دائماد هادىء و يبعث الطمأنينه فى أنفس الزائرين


كان يشاهد ناشونال جيوجرافك بإهتمام شديد .. لم يلنتبه إلى دخولها

-إيه يابنى مندمج كدا فى إيه

*الفيلم حلو أوى .. إيه دا هوت شوكولت .. ميرسى يا حبيبتى

-لا يا قلبى دى بتاعتى .. و ضحكت كثيرا .. الينسون دا ليك عشان متعيياش

رسم على وجهه نظرة حزن طفوليه ثم قال

*تسلميلى يا حبيتى ربنا يخليكى ليا ..

لحظة رومانسية رائعة .. قطعها رنين الهاتف ..

-أستنى يا حبيبى أنا اللى هرد

ألو .. أهلا يا طنط ازى حضرتك .. اه على جمبى أهوه .. دقيقة واحدة

على طنط هدى عمتك على التليفون ..

*حاضر جاى أهوه ..

كان فضولها طفولى .. ليس بدافع خبث أو شك .. وقفت إلى جواره و هو يتحدث فى الهاتف ..

لم يطل وقوفها لأن المكالمة إنتهت سريعا

إنتهت بإتفاق على لقاء بين العمة هدى و على ..

-خير يا على طنط عايزاك فى إيه ؟

*مقالتش الموضوع ... قالتلى لازم تشوفنى ضر" ورى بكرة ..

-خلاص نعدى عليها بليل

*حبيبتى .. واضح من كلامها انها عايزانى لوحدى ..

عبث وجهها قليلا .. ثم ارتاحت ملامحها وقالت

-عادى يا بابا و ماله .. روحلها و يا رب خير ..

حاولت أن تخفى وجومها و تعجبها من فكرة أن يذهب على وحده .. أينعم العمه هدى ليست اﻷقرب لقلبها فى عائلى على ..من بين عماته الثلاث طنط هدى و طنط سلوى و طنط زهره .. كانت تحب طنط زهرة كأنها أمها .. كان بينهم رابط عجيب .. ربما بسبب قصة حياتها العجيبة .. ربما لمساعدتها و دعمها الشديد لهم فى الوزاج .. لا تعلم لكنها تعشق مجالستها ...

 لكن ستكون هذه هى المرة اﻷولى التى يزور على طنط هدى وحده



شىء ما مريب .. أن ربما أنها تفتعل الأمر لفراغها .. هكذا سيجيبها على إذا اخبرته بما يدور فى عقلها 

لم تنم هذه الليلة جيدا

****


عاد على متأخرا جدا .. كادت أن تنام و هى فإنتظاره , فـهى غير معتادة على السهر 

ما بين غرفة النوم و النافذة المطلة على نافذه العمارة راحت تذهب و تجىء

أخيرا ظهر على بسيارته اليابانية طراز العام .. اللتى أهداها
إليه والده قبل زفافه بأيام ..

-أخيرا يا على !! كنت فين كل دا ..

بوجه شديد العبوث :
*معلش يا حبيبتى كنت عند طنط هدى والكلام أخدنا ..

-مكنتش بترد على الموبايل ليه ؟؟

*قلتلك معلش كنت مشغول .. خلاص بقى

-طيب أحضرلك تاكل ..

*لا أنا هنام ..

-مش متعود تنام بدرى كدا !

*يوووووه كله أساله أسالة ارحمينى أنا تعبان و مخنوق

-مالك بس يا حبيبى ؟!!

*تعبان و عايز أنام و مش عايز أسالة ..

-طيب براحتك ..

صمتوا لدقائق كان فيها يرتدى ملابس النوم و يستعد له .. بينما عقلها يصرخ بشؤال ملح جدا .. ماذا حدث عند طنط هدى ؟!!

خافت أن تسأله فيثور .. آثرت النوم لينتهى اليوم ..

لكنها لم تسلم من الكوابيس المفزعة ..


****


إستيقظت متأخره عن معادها المعتاد .. لم تجد على إلى جوارها , لم تجده فى المنزل كله !! تعجبت كيف إستيقظ على و إرتدى ملابسه و ذهب إلى العمل دون أن يوقذها و يتناولا وجبه اﻹفطار معا


هاتفته لم يرد عليها

بعد دقائق رن هاتفها رنين يوحى بوصول رسالة جديدة ..

أنا مشغول حاليا

كانت رسالة جاهزة للطوارىء

شعرت بتوتر شديد و قبضة .. و لما كانت طيبة القلب و هشة لا تتحمل التوتر .. حاولت أن تقنع نفسها بأن أمر طارئ حدث فى الشركة التى يعمل بها و هذا سبب همه و مبرر قوى لذهابه للعمل مبكرا دون إفطار


كأى ربة منزل عادية تحول تفكيرها للأمر الممل المعتاد
هتطبخ إيه النهاردة


على فى الشغل مشغول و متوتر نعمله مكرنوة بالباشاميل بيحبها ..

كانت تعلم أن موكونات الوجبة غير متوفرة فى المزل مما يستدعى نزولها للتسوق .. راقتها فكرة أن تستغرق وقت أطول فى المطبخ لتشغل نفسها عن التفكير فى أمر على مجددا

و قد كان .. ما بين التسوق و تحضير الوجبة و صنع نوع من الحلوى ﻹبهاج على ثت تنظيف المنزل ثم التزين له .. ضاعت ساعات العمل ..

رن الهاتف معلنا وصول رسالة جديدة أخرى ..

شعرت بغصة فى حلقها .. كأنها تعلم فحوى الرسالة ..

*معلش هتأخر فى الشغل .. كلى إنتى ..


أكثر رسالة محبطة على وجه اﻷرض لزوجة مثلها ..

تناولت رواية من المكتبة و ظلت تنظر لها بتململ .. كأنها ستجبر نفسها جبرا لقرائتها .. لا حيلة أخرى ليمر الوقت .. 


#يتبع