الجمعة، 22 مارس 2013

فى المطعم السورى ..

" شوفتى المطعم السورى الجديد ؟! " 

لكم تكررت تلك الجملة على مسامعى حتى تعجبت بشدة .. ما هذا المطعم الذى إستحوذ على إنتباه الجميع ؟!

و أخيراً علمت أنه ليس بمطعم واحد .. و لكنهم أربعة مطاعم .. أو خمسة .. توزعوا بتناغم عجيب ليغطوا جميع جوانب مدينتى الصغيرة .. فكان بديهياً أن يتذوق الجميع هذا " الطعام السورى "

سعدت كثيراً عندما شعرت أن هذا الأمر قد يؤدى إلى تحسن أحوال أهل سوريا النازحين إلى مدينتى ..

إتفقت مع صديقتى أننا يجب أن نذهب إليه لنتذوق هذا الطعام الجديد .. فأنا كأهل مدينتى جميعهم .. مولعين بكل ما هو " جديد " أياً كانت ماهيته

و قد كان .. ذهبنا بعد يوم دراسى سخيف لنقوم بتجربة جديدة تنسينا ملل الدراسة ..

أتى إلينا شاب سورى وسيم .. و رغم أننا و هو لغتنا الأم هى العربية .. إلا أننا وجدنا بعض الحرج فى التواصل .. لم يكن الأمر سهلاً إلا أننا تجاوزناه ببعض الإبتسامات و الإشارات ..  ترك لنا قائمة الطعام و رحل ..

سألتها دون أن أرفع عينى : "هتاكلى إيه !؟ "

"هاااه ؟! "

" بقولك تاكلى إيه يا بنتى ؟!!"

"إنتى هتاخدى إيه ؟! "

" والله ماأعرف .. أنا عايزة أجرب أى حاجة جديدة "

" خلاص نجرب "

بعد يوم دراسى ممل و مرهق .. يبدو الأمر بديهياً أن أكون جائعة جداً
و منهمكة فى الأكل

لكن لم يمنعنى ذلك من أن ألحظ سرحان صديقتى ..

" إيه يا بنتى الأكل مش عاجبك ؟! دا وهمى أصلاً .. المناقيش دى طعمها تحفة .. "

"إيه ؟!"

" إيه اللى إيه !؟ اللى واخد عقلك .."

" يــوووووه عليكى , ما تكلى و إنتى ساكته .. خليكى فى اللى إنتى فيه "

و رغم أنها كانت تود أن تبدو مستاءه منى .. إلا أن إبتسامتها كانت جلية .. تحت نظرة الغضب تلك ..


"هو إحنا مش هنروح المطعم السورى بقى ؟! "


"إحنا بقالنا إسبوع بناكل هناك .. انا مصروفى خلص "

" انا هعزمك "


"بس انا زهقت منه "

"إنتى مش كنتى بتقولى إنه تحفة و وهمى و مش عالرفة إيه ؟!!! يلااااااااااا بقى "

إبتسمت و وافقتها .. ومع أننى قد تشبعت من الطعام السورى طوال إسبوع ورغم عشقى له .. ذهبت معها  .

 قد فقط أود أن أتأكد .. و فى هذا اليوم فقط تأكدت .. 


أننى قد وقعت فى غرام الطعام السورى ..

أما هى فقد وقعت فى حب الشاب السورى ..