الاثنين، 9 ديسمبر 2013

بشرفتى الجديدة ..

 بمنزلى الجديد .. رأيتها يوماً  صدفة  و أنا فى الشرفة ..
 أحدى جاراتى .. تقف فى شرفتها المقابلة لى .. كنا  نقوم بواجباتنا المنزلية نفسها  .. حيينا بعض بإبتسامة هادئة .. أنهيت عملى و دخلت إلى حجرتى ..

و بعد يومين قابلتها مرة أخرى .. و حييتها ثانياً .. و لكن فى تلك المرة .. إنتابتنى رغبة أن أراقبها دون أن ترانى .. أثارت فضولى .. ملامحها تحمل جمال و فى عيونها حزن و ألم  لم يخطئه قلبى ..   فدخلت و راقبتها من خلف الزجاج ..

و كأنها كانت تنتظر أن أدخل لمنزلى لتنفرد بنفسها ..  تركت  ما فى يديها و جلست لتسرح فى ملكوت لا يعلمه إلا الله ..

و على ناصية منزلى الجديد .. تقف كل يوم حافلة المدرسة الراقية .. لينزل منها أبناء الجيران .. فى نفس الميعاد يومياً ..  وجدتها تلتفت إليهم .. و تراقبهم عن كثب

 كانوا خمسة فتيان  و فتاه واحدة رقيقة الملامح .. تسرع خطاها و كأنها تستحى أن تسير بالقرب من الفتيان زملائها ..

تعجبت شدة إنتباهها إليهم .. فعدت أنظر إليهم لعلى أدرك السبب .. و أدركته فى حينها ..

كان إحد الفتيان يراقب الفتاة زميلته عن كثب .. يحدثه اصدقائه و يتضاحكون و يصنعون ضجة .. و هو هائم يراقب الرقيقة ..

إتسعت إبتسامتى .. هى قصة حب بريئة إذا .. لفتت إنتباهها لتراقبها و بشدة ..  عدت أنظر إليها لأتأكد من صدق حدسى .. فلم أجد على وجهها أى إبتسامة .. كانت ملامحها عابسة و كأنها فى حيرة شديدة ..

أى حيرة تلك التى وقعت فيها يا جارتى ؟! خبرينى ..

إنتزعتنى أمى من بين كل أفكارى لتعاتبنى على تأخرى فى إنجاز أعمالى المنزلية ..  و لكننى ظللت يومى أفكر فيها ... و نظرتها التى آلمت قلبى ..

ما الذى يدفعها إلى كل ذلك العبوس ؟ الألم يظهر فى عينيها و هى تراقب براءة حب جديد فى عين الفتى ..

هل تشتاق حبيبها ؟

أم تشتاق الحب ذاته  ؟

أم تفتقده فى مجتمع يُقتل فيه الحب بدم بارد ؟

أيعاتبونها أن أصبحت فى هذا السن دون زواج .. و يسخرون لسذاجتها أن تنتظر الحب بعد الثلاثين ؟!   لن أعجب .. فأنا أعيش فى مجتمع تنتهى فيه صلاحية الفتاة بعد الثلاثين .. و تسقط كل حقوقها الأدمية .. فى الحب و الزواج

أم أنها متشددة ترى أن الحب حرام .. و لكن كيف يكون الحب حراماً  ونحن نعجز عن التحكم بقلوبنا ..

أحتار فى نظرة الألم تلك ..  فعدت لا أخرج للشرفة فى هذا الميعاد أبداً .. فقط أدعو لها ..