الاثنين، 24 ديسمبر 2012

فى شرفة القصر .. يقين و رسائل ..

رغم أنها ليست ليلتها الأولى فى القصر .. إلا إنها إمتنعت عن الشرفة لعدة أيام ..

و إمتناعها عن الشرفه يعذبها !

لكنها الأولويات ... 

اليوم قررت أن تعطى نفسها المساحة لتخرج إلى الشرفة .. و تقضى بها ليلتها الثانية

تنهدت تنهيدة طويلة

لم يسمعها أحد سواها ..

تخيلت أن يكون إلى جوارها فيسألها  .. " و لم كل هذا الأسى ؟! "

لم تكن لتجد رداً على سؤاله .. و لذا سعدت بفكرة عدم وجوده الآن .. هى لا تتمنى أبداً أن يدرك أن بها سوء

و لو أنه بالفعل يدرك كل ما بها .. لكنها تكتم الأمر و تتصنع أنها بخير

و لما لا تكن بخير و هى " فى رعاية الله  "


تدرك الأميرة أننا ما خلقنا فى هذه الدنيا لنسعد و نبتهج .. بل لنعمل و نصلح الأرض و نعبد الله

همومنا و أحزانا لا يجب أن تكون إلا لذنوب إقترفناها فى حق رب العباد

أما أوجاعنا المعتادة ما هى إلا نفثات من الشيطان ..

أو ربما أنها إختبارات من رب العالمين ..

شهواتنا ما هى إلا زينة زائفة .. قد تخدعنا مراراً .. ولكن ما أن  يأذن الله ربنا لنا بتوبة من عنده .. حتى يجب أن نتمسك بها و نحمده كثيراً كثيراً

فكم من دعوات و أمنيات حرمنا إياها لذنوبنا .. و لعل بتوبةٍ إلى الله يكن العفو و الصفح و تحقق الأمنيات 


تعجبت الأميرة من حالها .. مالها تشعر بهذ ا الثبات و اليقين ؟!

أدركت أن تلك الحالة الإيمانية التى عاشتها فى الأيام القليلة الماضية قد رفعت من يقينها

هى الآن أكثر ثباتاً و تحاول جاهداً أن تتناسى أمر التراجع أو الإنهيار

لا تنكر أن طمأنينتها مشوبة بالقلق و التوتر ... لكنها مازالت متماسكة .. حتى الآن


تمنت فقط لو أن فرسان القصر و خيولهم كانوا أسرع  و أسرع 

تمنت لو أن لديها حمامات بيضاء رقيقة .. تحمل إليه تلك الرسالة .. فوق كل الحواجز و الأسوار المانعة

" الآن فقط أدركت معنى تلك الكلمة ... ما أمتع جهاد النفس  "