الثلاثاء، 29 يناير 2013

مناجاه ..



كانت إجازة رائعة تلك اللتى سافرنا فيها إلى هذا المعسكر ..

لم أكن أعتاد مثل هذا الأمر .. أيام رائعة فى صحبة صديقاتى و و أنشطة أكثر روعة نمارسها

كان يومنا يمر بين لعب و مرح .. تسلية و قراءة .. ربما غنينا أيضاً ..

يمضى نهارنا و يأتى الليل و نحن مرهقون .. لكننا سعداء للغاية .. ننام مبكرين لنستيقظ ليوم جديد ..


لا أدرى لما أصابنى الأرق تلك الليلة .. رغم أننى كنت مرهقة بشدة ..

تقلبت فى الفراش كثيراً حتى مللت ..

قررت أن أخرج إلى الشرفة ..

تسللت بهدوء فى الظلام حتى لا أوقظ صديقاتى النائمات معى بنفس الغرفة ..

رويداً رويداً تسللت إلى أعتاب الشرفة

لفت إنتباهى وسط هذا السكون صوت هامس

كان لصوتها هيبة رغم إنخفاضه .. جعلتنى لا أفكر حتى فى مقاطعتها .. وقفت أتأملها

كانت تناجى ربها

 "" يا رب
 

هو كالنور فى قلبى

فلا تحرمنى إياه""


ثم تصمت .. و أسمع فى صمتها همهمة .. و كأنها تبكى ..

"" يا رب

لا تحرمنى صحبته فى الدنيا و الآخرة .. و إرزقنا جنتك .. سوياً

يا رب إنى لا أأمن إلا صحبته ..  لا أريد سواها فى دنياى .. فلا تحرمنى إياها بذنوبى
.. وإجعلها صحبة صالحة ..
 
رب إرزقنى صبراً كثيراً و خيراً كثيراً و أمناً غزيراً 

وقلباً طاهراً .. و حباً نقياً .. لا تؤاخذنا عليه سبحانك .. ""


تصمت لتلتقط أنفاسها .. و تجمع شتات نفسها و تتذكر

و أنا واقفة خلفها أراقبها ولا أكاد أستوعب الموقف

""يا رب .. أنت أعلم بحالى .. فدبر لى إننى لا أحسن التدبير و أنت خير الماكرين  ""


تمسح دموعها و تستعد للنهوض ببطء ..

أرتعب أن ترانى قد قاطعت خلوتها .. فأسرع إلى سريرى ..

و فى الصباح الباكر أشاهدها .. أقف لأتأملها كثيراً

مبتسمه سعيدة تجرى تمرح و تلعب و كأنها لم تقض ليلتها باكية !!

أتعجب حالها و لكننى أمنع نفسى عن الإستمرار فى تأملها حتى لا تلحظ أمرى ..

و أدعو الله لها .. أن يلهمها صبراً و يثبت أقدامها .. و يرزقها قدرة للإستمرار فى الإدعاء ..